السبت، 1 مارس 2008

فوقي الخواجة..!!!

ما هو الزار؟؟؟؟؟؟
الزار هو حفل نسائي لطرد الاسياد التي تتقمص الاشخاص, او استرضائها بتقديم أضاحي وقرابين واداء رقصات ايقاعها سريع على دقات دفوف صاخبة على اعتقاد بان استحضار هذه الاسياد وبافصاحها عن اسمها تفقد قوتها. والزار في اصله طقس وثني للقبائل الافريقية البدائية, انتقل من الحبشة الى السودان ثم الى مصر (ح ـ 1870م) فباقي البلاد العربية .
لفظ زار محرف من جار ـ إله وثني عند الكوشيين ـ ثم غدا في الحبشة بعد دخول النصرانية عفريتا حقودا (اسياد شريرة). وبعد دخول الزار الى النسق الثقافي العربي عن طريق العبيد الأحباش طرأ عليه تغير في سماته فهو في المعتقد الشعبي وسيلة للشفاء من امراض نفسية وجسمية على حد سواء (الاكتئاب, الصداع, ولادة اطفال مشوهين او ميتين). وهو بذلك يختلف عن اصله بكونه لا يستنطق الاسياد عن امور الغيب.
ينقسم الأسياد في الزار إلى مجموعات مختلفة منها :
المجموعة الإقليمية : وتضم الأرواح السودانية والحبشية ، والصعيدية ، والعربية والمغربية والجبلاوي . المجموعة القبطية و الإسلامية: وتضم علياً ، والحسين ، وفاطمة ، ونفيسة ، وسكينة ، وأبا بكر - رضي الله عنهم - كما تضم مشاهير الأولياء كالبدوي ، والدسوقي ، والرفاعي ، والبيومي ، والقطب المتولي ، وأبي العـلا ، والشافعي ، والليث .
الطوائف المهنية : ومنهم الياوري بك ، وسلطان اللواء ، والعسكري ، والضابط ، والحكيمباشا .
مجموعة مستقلة : لا تندرج تحت التقسيمات السـابقة ، ومنها سلطان روم نجدي ، وسلطـان رينا ، والولاّج ، وسلطان مامة .
لكل سيد من الأسياد جنس وجنسية وأغانٍ ملائمة وملابس خاصة تلبس له عند اللزوم ، فإذا كان عربياً لبست المرأة في الزار لبساً عربياً ، ورقصت رقصـة عربية ، وغنت لها جوقة الزار غناءً بلهجة عربية ، وإذا حضر الشيخ - الجني - على لسـان الست تكلم بلهجة عربية ، ونظر ذلك إذا كان مغربياً أو سودانياً أو حبشياً .
تسمى شيخة الزار " الكُدية " - وكلمة كدية عربية فصيحة معناها التسول ، وأهل الكدية طائفة كانوا يستجدون ويحتالون في ذلك ، وعندهم دهاء في ابتزاز الأموال .
----
رأي الطب النفسي الحديث في الزار:-
في دراسة نفسية حديثة ثبت أن ادعاء البعض بأن ((العفاريت)) والجن تسكن في داخل أجسادهم ليس سوى طاقة زائدة عن حاجة الجسم فشل صاحبها في استغلالها، فتتراكم في الجسد، ويكون لها تأثيرها السيئ عليه، وعندما لاتجد الفرصة للخروج فإنها تضغط على الجسد وتحاول الخروج في شكل انتفاضات لا إرادية في محاولة من العقل الباطن لإخراجها، فيظن ممن حول صاحبنا أنها ((عفاريت))، ويثق أهل المريض أكثر في وجود هذه ((العفاريت)) عندما يذهبون بمريضهم لأحد الدجالين المشعوذين الذي ينصب له دقة ((زار))، فيتلوى المريض وينتفض، لا من أثر العفاريت كما يعتقد البعض، بل لأن العقل الباطن وجد في الموسيقى الصاخبة فرصة لإخراج الطاقة الزائدة المخزونة بالجسم، حتى يفقد المريض وعيه، وبعدها يعود لسابق عهده وصحته، ولذا فطن أطباء النفس المعالجون لذلك، فاستغلوا الموسيقى الصاخبة لإخراج الطاقة المخزونة بالجسد وذلك كجزء من الجلسات العلاجية المعتادة. وتشير الدراسة إلى أن الأشخاص العمليون، أو الذين ليس لديهم أوقات فراغ لعملهم ومسئولياتهم المتعددة في الحياة، يفرغون طاقتهم في أعمالهم ومشاغلهم ومن ثم لا تقترب منهم ((العفاريت)) المزعومة، فطاقتهم لا تتراكم داخلهم، وإنما تستهلك دوماً.

ليست هناك تعليقات: