الجمعة، 29 فبراير 2008

عُدٌة وجوه لأوفيليا..!!

(( أوفيليا )) البطلة الشكسبيرية المعروفة...حسناء جميلة...عاشت طفولة رائعة.. بين أحضان والدها الوزير (( بولونيوس )) ....و بين صداقتها الروحية السامية مع شقيقها لاريتس.ما أن خطت أولى عتبات الأنوثة حتى وقع في غرامها الأمير (( هاملت )) فبارك والدها هذا الحب...و حذرها شقيقها من مغبة هذه العلاقة...قُتل والد هاملت على يد شقيقه..الذي لم يكتفي بذلك بل و تزوج من الملكة والدة هاملت..مما أصاب هاملت بنوع من الإكتئاب ...دعاه لإسقاط كل مشاكله النفسية على الجميلة (( أوفيليا ))...و إستغلال براءتها..و التنصل من كل وعوده لها ..بل و..هجرها .تآمر بولونيوس و الملك على هاملت..و أرادا إستخدام أوفيليا لإستدراج هاملت...قُتل والد أوفيليا على يد هاملت عن طريق الخطأ..ثم قُتل شقيقها ( لاريتس ) ...لم تحتمل أوفيليا ما يحدث حولها...إكتأبت..و يُقال أنها جُنٌت..إعتزلت العالم و لجأت لدير راهبات ...وُجدت بعدها غارقة في بحيرة من الورود...مابين قائل أنها إنتحرت و ما بين قائل أنها ماتت غريقة.لكن المؤكد أن (( أوفيليا )) لم تقاوم الموت...لماذا تقاومه..و قد حرمتها الحياة من محبة هاملت و والدها و شقيقها ؟!!تعوٌدت أوفيليا أن تطيع من حولها و تعيش لإرضائهم..فماتت دون أن تدري ماذا تريد لنفسها.
-----
في كتابها الشهير (( إعادة الحياة لأوفيليا )) أو (( Reviving Ophelia ))..ذكرت الدكتورة النفسية الشهيرة ماري بايفر..التي اشتهرت بكتبها ودراساتها التى تجمع ما بين الاجتماع والأنثروبولجى وعلم النفس...أن مراهقات اليوم يمثلن ( أوفيليا ) بكل طاعتها و إستسلامها و إنسياقها وراء إرضاء من حولها دون الإهتمام بما تريده هي...لكن الفرق يكمن في أن أوفيليا أطاعت عائلتها و من حولها...لكن مراهقات اليوم يُطعن وسائل الإعلام و ضغوط المجتمع الذي يريد رسم صورة واحدة للمرأة..هي صورة المرأة الجميلة...النحيفة..الرشيقة...المغرية..الفاتنة..المتحررة من سلطة العائلة..تماماً كمعظم نجمات السينما و الفن.و ما أن تفشل المُراهقة في أن تنقص وزنها أو تجمل نفسها أو تنجح إجتماعياً حتى تكتئب أو تدمن أو تحاول الإنتحار و في كل الأحوال تلوم والديها و عائلتها على فشلها في أن تكون ما يريده لها المجتمع.
-----
بريتني سبيرز معبودة المراهقات و النجمة الأمريكية الشهيرة...عاشت طفولة سعيدة وسط والديها و أشقاءها...ذاقت طعم النجاح في سن مبكرة حينما إشتركت في برنامج ميكي ماوس كلوب الأمريكي للأطفال. حقق ألبومها الأول إنتشاراً و مبيعات كبيرة مما جعلها تشكل ظاهرة غنائية و لم تتعدى من العمر 18 عاما .بعد حياة عاطفية صاخبة...تنقلت فيها بين العُشاق و العاشقات!!!...و تنقلت ما بين الأديان و المذاهب..فتارةً هي يهودية..و تارة هي على وشك الإسلام...تزوجت بريتني من كيفن فيدرلاين الراقص في فرقتها ...فطاردتها وسائل الإعلام بعنف..
زوجك عاطل...
جسدك مترهل...
أنتِ أم سيئة...
أنتِ أم مدمنة...
لماذا تقودي سيارتك بإستهتار؟
لماذا لا يجلس طفلك في المقعد الخلفي؟
ما نوع علاقتك بوالديك؟
إنتِ الأسوأ أناقةً في هوليوود.....إلخ..إلخ..إلخ..
بعد زواج إستمر عامين ...و مطاردات متواصلة من الباباراتزي..إنفصلت عن زوجها – العاطل – و تابع العالم كله تنازع الطرفين على حضانة طفليهما..حتى أصدرت المحكمة أمر بأن يعيش الطفلان مع والدهما وأن تخضع زيارات بريتني لهما لقواعد مشددة، كما تلقت بريتني أوامر بأن تتلقى تدريبات في مهارات الأمومة وتسعى للحصول على استشارات بالإضافة إلى خضوعها لإختبار عشوائي بشأن ادمان المخدرات خاصة بعد ان أظهرت الأدلة تعاطيها مواد مخدرة وخمور بشكل دائم...
إنهارت بريتني تماماً لحظة نزع أطفالها..الإعلام الذي كان يبجلها و يناصرها و يبالغ في وصف موهبتها و جمالها..أصبح اليوم هو القاضي و الجلاد...!....
بريتني اليوم مُدمنة....مُحطمة نفسياً...و لا يزال الغموض يكتنف قواها العقلية!
-----
لم تدري تسابيح..عندما إختارت ( مسامحك يا حبيبي..الأبيض ضميرك..لو داير تسيبنا..)) كأغنياتها المفضلة ..و إختارت لفتى أحلامها أوصافاً تراوحت ما بين....المسؤولية والنضج الفكري والتصرف الصحيح عند المواقف والتفهم الكبير للآخر... أنها ستكفر يوماً بقيم التسامح و النقاء و الحب الصادق و الوفاء...!!!تسابيح...مذيعة النيل الأزرق..و واسطة عقد مساءه الجديد....التي رافقها والدها..و هي تخطو خطواتها الأولى في عالم مليء بالمخاطر و المحاسن...صرٌحت في كذا مناسبة أنها تعلم أنها دخلت عالم الإعلام من أوسع أبوابه مُسلحة بالرغبة في تجويد و تحسين أداءها يوماً بعد يوم..مستندة على إرث إعلامي عائلي قديم.. تستمد منه خبرتها و قوتها.تسابيح..و بناءً على رغبة والدها..قامت بإخفاء إسمها الثلاثي و إكتفت بإسمها الأول حتى لا تُتهم بالمحسوبية و التسلق على أمجاد والدها...لم تكن تسابيح تدري أن من كان بالأمس حاميها و دُخري السنين ليها..سيصير عدوها..و أن الطعنة ستأتيها من حيث لا تحتسب..
فعلى إثر مشكلة عائلية...قام والدها الإعلامي الشهير !!(( أنا شخصياً لم أسمع عنه أو به إلا بعد فضيحته لإبنته! ))..بنشر رسائل على أجهزة المحمول شملت كل معارفه واصدقائه واقاربه قال فيها (( أشهد الله وأشهدكم أننى أتبرأ مدي الحياة من تسابيح ))!كما صرٌح للعديد من الصحف اليومية بقوله.. (( أريد أن أقول لكم أنه لا علاقة لى بتسابيح وأنها من اليوم ستبقى تسابيح بدون وجود صلة لى بها))!!!!!!!!!
بغض النظر عن تفاصيل ما حدث..و لماذا حدث..سؤال يتيم يؤرقني...
أي نوع من الآباء أنتَ يا خاطر؟
بولونيوس....أم....كلوديوس..... ؟؟؟!!!
-----

ليست هناك تعليقات: