حكت قصتها قائلة.....
تزوجت عن حب و قناعة من زميلي في الجامعة...ضاقت بنا حياتنا المادية فقررنا السفر للخليج من اجل حياة افضل و مستقبل اجمل.....عملت في وظيفة محترمة و..انجبت البنين و البنات.....كانت سفينة الحياة تمر هادئة....ارتقى زوجي السلم الاداري لشركته حتى اصبح من كبار الموظفين فيها و عهدت اليه مهام اضافية تطلبت سفره الكثير للخارج.....تحملت مسئولية رعاية اطفالنا في غيابه و كنت انتظر عودته بكل الشوق و الحنين.
في ذلك اليوم قررت الخروج مبكرا من العمل حتى أعد لزوجي لوازم سفره حيث كان يعتزم السفر في اليوم التالي في رحلة عمل تستغرق اسبوعين...... وصلت شقتنا و انا منهكة و ارتميت على اول مقعد....تناهى الى سمعي صوت همهمات و ضجة خفيفة و انتبهت انها صادرة من غرفة الخادمة الآسيوية......تملكني خوف بسيط من ان تكون الخادمة قد انتهزت فترة غيابي و سمحت لأحدهم بالتردد عليها....زحفت على اطراف اصابعي لغرفتها لافاجأ بان الصوت هو صوت زوجي العزيز!!!!!!
يا للهول......يا لغضب السماء....
للمزيد من التأكد اتصلت به على تلفونه النقال و سمعت بأذني صوت الرنين ينبعث من داخل غرفة الخادمة....و هو يقول لها....سأرد عليها بعدين....و يقهقهان معا........
لم تقوى ساقاي على حملي.......اصابي غثيان فظيع.......هرعت مسرعة من الشقة و همت في الشوارع على غير هدى.....توالت في ذهني صور كثيرة......ذكرياتنا في الجامعة......ترتيبات زواجنا......لحظاتنا الحلوة....الغربة و مرارتها.....أحلامنا....اهدافنا.....رحلة الحياة الطويلة....و...اطفالنا الابرياء.........و اتخذت اصعب قرار في حياتي...... !!!
عدت الى شقتي و انا اقاوم الموت....لاحظ زوجي ما اعتراني من شحوب......عللته بمغص مفاجيء......و خلدت الى فراشي......
سافر زوجي في الصباح الباكر.......و في عينيه قلق على حالتي الصحية.....قمت بترحيل الخادمة في مساء نفس اليوم....... عاد زوجي بعد اسبوعين....بعد الاطمئنان علينا سأل عن الخادمة و ما اذا كانت بخير.....استجمعت قواي و انا اقول له...((..بعد سفرك....كانت تشكو كثيرا فعرضتها على الطبيب الذي أكد إصابتها بالإيدز.....فقمت بترحيلها فوراً...))....
تلون وجه زوجي بكل الألوان......و استأذن في ان يخلد باكرا الى فراشه ل مغص مفاجيء.......
في قلبي حسرة و حزن.......و في عيون زوجي هلع و خوف.....و تمضي بنا سفينة الحياة.......!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق