الحلقة الأولى :-
( هبة ) وحيدة والديها و طفلتهما المدللة.......جاءت بعد سنوات من العقم و الجري وراء العقاقير و الأحلام و الأماني....كانت طفولتها سعيدة كأقصى ما تكون السعادة......طلباتها أوامر...الكل في خدمتها...كانت طفلة جميلة...رقيقة...محبوبة..لم يفسدها التدليل فكانت متفوقة..مثقفة...قوية الشخصية.....عوضت والديها كل ما تكبداه من مشقة و عناء..و كانت مثار فخرهما و إعتزازهما.... تزوجت ( هبة ) في حفل إسطوري من زميل دراستها و حبيب عمرها ( هشام )......صار لوالديها إبنة و إبن..خاصةً بعد أن إنضم هشام للعمل مع هبة في شركة والدها...و صار اليد اليمنى لوالدها.....واصل ( هشام ) مسلسل التدليل و كانت ( هبة ) نور عينيه و ملاكه الحارس.....اثمر حبهما عن ( آلاء ) و ( إسراء ) و ( أيمن )...قرة أعين الجميع........ تعودت أم هبة في كل صلاة أن تشكر الله على نعمته و تدعو بالستر و الحماية لعائلتها التي بدأت صغيرة لكنها تطورت لتشمل كل هؤلاء الأحباب....كانت تنتظر زيارة هبة و أطفالها كإنتظارها لهلال العيد...فهم عيدها و هم فرحتها و معنى سعادتها.... عادت هبة و عائلتها تلك الليلة من حفل زفاف إحدى قريباتها....خلد صغارها للنوم....طوٌقها هشام بذراعيه و همس في أذنها ( كنتي أحلى واحدة في الحفلة )...ضحكت بدلال وهمست قائلة ( معقول؟؟؟!!! بعد السنين دي كلها.....لسه شايفني حلوة ؟؟؟!)....رفع وجهها الجميل و غاب في عينيها و هو يقول ( إنتي في نظري أحلى و أجمل و أروع إنسانة في الدنيا ...ربنا يخليكي ليا )...
غابا معاً في حلم جميل.....ليستفيقا منه على صوت الهاتف....
(( للحلم بقية ))....!
-----
الحلقة الثانية:-
حمل الهاتف أبشع و أقسى خبر....تعرض والدا ( هبة ) لحادث حركة أثناء عودتهما من حفل الزفاف.توفيت والدتها في الحال و ما زال والدها يصارع الموت...يا للهول...يا للمأساة.....يا للفجيعة.....كيف يتزامن كل ذلك الفرح و الحبور مع هذا الوجع و الألم و المرارة......لم تتحمل ( هبة ) الصدمة...إنهارت عصبياً ...غابت عن الوعي لأيام.......يا لها من تجربة....و يالها من قسوة..... خرجت ( هبة ) من المستشفى وهي شبح أو بقايا إنسان....خرجت تتوكأ على زوجها كإمرأة عجوز.... حطم الحزن قلبها....و فقدت كل أمل في الحياة...( لو أبوكي شافك بالطريقة دي...ح تفقديهو..لازم تتصبري عشانو....) قالها ( هشام ) و هو يدخل بها إلى حيث يرقد والدها عاجزاً و غائباً عن الوعي... وضعت رأسها على صدر والدها و بكت كما لم تبكي من قبل....( أرجوك يا أبوي...ما تسيبني ..أنا ضايعة من غيرك....انا محتاجة ليك ) قالتها بصدق...لتكتشف أنه هو من يحتاجها...( أنا جنبك يا أبوي...ما بخليك مهما كانت الظروف...ربنا يقومك لينا بالسلامة )..قالتها و أستقامت واقفة....ستعيش من أجله ...ستقاوم كل الأحزان و الآهات ...ستعوضه عن غياب رفيقة دربه..... ستكون له نعم الإبنة كما كان و ما زال نعم الأب و الصديق و الرفيق.......
(( للحزن بقية ))...!
-----
الحلقة الثالثة:-
إحتاج والد (هبة) لجراحة عاجلة لا تتم إلا في دولة أجنبية...رافقته (هبة) و زوجها...تاركين أطفالهم في رعاية والدة و أخت (هشام)...تمت العملية بنجاح و أمرهم الطبيب المعالج بمباشرة جلسات للعلاج الطبيعي حتى يستعيد المريض قدرته على المشي...أضطر هشام للرجوع للوطن لمباشرة أعماله....( أنا مشتاقة شديد للعيال يا هشام ...طمني عليهم أول ما تصل ) ...قالتها (هبة) و الألم يعتصر روحها.....طمئنها قائلاً... ( ما تشيلي هم العيال...أمي و أختي خاتينهم في عيونهم ) قالت مؤكدة ( أنا متأكدة من كده..ما قصروا معاي طوال الفترة الفاتت...ربنا يقدرني على جزاهم ..خلي بالك من نفسك يا هشام )...ضغط على كفها برقة و هو يقول ( أنا ما بتجيني عوجة بإذن الله...خلي بالك من نفسك و من والدك و ترجعوا لينا بألف خير بإذن واحدٍ أحد )... سافر ( هشام ) تاركاً ( هبة ) برفقة والدها الكسيح...تواجه وحدها آلام الغربة و رحلات العلاج الطبيعي و الجري وراء الأطباء و العقاقير...
(( للرحلة بقية ))..!
-----
الحلقة الرابعة:-
عادت ( هبة ) برفقة والدها بعد ان أكدٌ الأطباء إستحالة إستعادة قدرته على المشي...كان في حالة نفسية يرثى لها...فقدان شريكة عمره و فقدان عافيته و صحته ما بين يوم و ليلة...لطفك يالله... رفض والدها مبارحة منزله...إنتقلت هي و زوجها و اطفالها للسكن معه...وافق ( هشام ) بتحفظ...لاحظت عدم إرتياحه للوضع الجديد خاصةً أن منزل والدها يبعد كثيراً عن مكان عمله...عزت ذلك للظروف المأساوية الراهنة.....إستقالت من وظيفتها... سلمت كل مقاليد العمل لهشام.....و أنشغلت بتمريض والدها.....رفضت تخصيص ممرض لمتابعة والدها و فضلت متابعة كل شي بنفسها....متابعة صحته...الحرص على مواعيد أدويته...جلسات العلاج الطبيعي...مواعيد الممرض...مقابلة الطبيب....و.... رعاية أطفالها...أكبرت في ( هشام ) موقفه معها و مساعدته لها في كل ما يختص بوالدها........كانت تسترق اللحظات حتى تخلو بهشام ليحدثها عن عمله و إنجازاته و إخفاقاته و آماله و أحلامه.....شيئاً فشيئاً قلٌت لحظات خلوتها معه....كانت مرهقة....منهكة.........متعبة نفسياً وجسدياً....تحس احياناً بالتقصير تجاهه و تجاه أطفالها....لكنها تتجاهل هذا الإحساس.. و هل تملك سوى تجاهله؟!.....أطفالها يحظون بحب والدها و حب والدهم و حبها, و( هشام ) متفهم و يحبها و يقدِر ما تفعله....وحده والدها هو من يحتاجها و لن تخذله ابداً.....
(( للتعب بقية ))..!!
----
الحلقة الخامسة:-
جمعت بين ( هبة ) و والدة ( هشام ) علاقة جميلة و رائعة.....زادت قوة بعد وفاة والدة هبة...صارت ( حاجة فوزية ) هي الصدر الحنون و الملجأ الأمين.... إتصلت حاجة فوزية ذلك الصباح كالعادة لتطمئن على هبة و هشام و أطفالهم و والد هبة...طلبت من هبة أن تمر لزيارتها فهي تريد إستشارتها في أمر ما.. خرجت هبة لملاقاة حاجة فوزية بعد أن إطمأنت أن والدها لا يحتاجها و أن ( هشام ) متواجد في المنزل في حالة حدوث أي طاريء.... بادرتها ( حاجة فوزية ) بسؤال مفاجيء...... ( ما ملاحظة يا هبة إنك ضعفتي و شكلك شاحب شديد ؟ ) ( أعمل شنو يا حاجة فوزية إنتي عارفة البي و العلي ).... ( و عشان أنا عارفة البيك و العليك...خليني أتكلم معاك بصراحة...انتي ما زي بتي...إنتي فعلاً بتي ...و الحاجة البرضاها ل ( منال ) بتي برضاها ليكي...أنا حالك ده ما عاجبني....و حال هشام كمان ما عاجبني )... ( هشام؟؟؟؟ هشام إشتكى ليكي؟؟؟ ) ( هشام عمرو ما شكى........لكن أنا أمو و بعرفو من غير ما يقول....يا هبة يا بتي الراجل قوي من بره لكن جواهو طفل ما بيكبر..محتاج لرعاية و إهتمام...لما ما يلقاهم...بفتشهم في حتة تانية ...ما تزعلى من كلامي....اسمع الكلام الببكيك و ما تسمع كلام البضحكك )... ( ما بزعل منك يا حاجة فوزية...إنتي أمي و ما عندي أم غيرك...قولي أنا سامعاكي.. ) ( خلاص يا هبة....ما دام ما زعلانة..اقول ليك بصراحة ...أمك ما هانت إلا على ربها.....يعلم الله وجعتنا و هردت كبدتنا...لكن نسوي شنو؟ الموت سبيل الأولين و الآخرين....و أبوكي ربنا يقويه و يساعده...أنتي لسه صغيرة و العمر قدامك........ما تدفني شبابك في الأحزان....شوفي راجلك و أولادك...و شوفي نفسك...لمتين يا هبة..؟ لمتين؟ دي السنة التانية و إنتي بالحالة دي ؟!!! )... خرجت ( هبة ) و هي تفكر في ما قالته حاجة فوزية......ماذا تقصد ب ( لما ما يلقاهم...بفتشهم في حتة تانية )؟!!!
(( للشك بقية )).!!!
------
الحلقة السادسة:-
عرجت ( هبة ) في طريق عودتها على شركة والدها لجلب ملف خاص به من خزانة المكتب, كان قد أوصاها - مراراً- بضرورة إحضاره. كانت في إستقبالها ( رزان ) سكرتيرة والدها و شقيقة زميلتها الدراسية ( مها )...تم تعيين ( رزان ) كمتدربة في الشركة بناءً على توصية من ( هبة ) فهي لا ترفض لصديقتها (مها ) أي طلب...كيف لا و هي أقرب صديقاتها إليها؟....استقبلت (رزان) (هبة) بشيء من الإرتباك....عزته (هبة) إلى مفاجأة ظهورها أثناء إنشغال (رزان) بمكالمة تلفونية ساخنة... ( كيفك يا رزان؟ وين ما ظاهرة لا إنتي لا مها؟ ) ( والله مشغولين يا هبة و في بالنا طوالي....بس مها عيانة شوية ).. ( أتاريها مختفية ليها مدة....مالها؟ عندها شنو ؟ ) قالتها هبة منزعجة.... ( لأ...مافي حاجة ...الظاهر إلتهاب في الحلق أو حاجة كده )... أنهت ( هبة ) سريعاً ما جاءت من أجله و قررت زيارة ( مها) للإطمئنان عليها ....فبيتها لا يبعد كثيراً عن شركة والدها... إستقبلتها ( مها ) إستقبال حذر و فاتر....و كانت تتحاشى النظر إليها طوال الوقت... ( في شنو يا مها....؟ الليلة أنتي ما زي عوايدك...إنتي زعلانة مني و لا شنو ؟ أنا و الله ما سمعت بمرضك إلا حسي من رزان ) ( لاقيتي رزان وين؟ ) قالتها مها بدهشة.... ( لاقيتها في المكتب ) ( إنتي رجعتي الشغل تاني ؟ ) ( أبداً...مشيت أشيل أوراق بتاعت أبوي ). خرجت ( هبة ) من بيت ( مها ) و هي حائرة...جاءت لتشركها في ما قالته حاجة فوزية لكنها زادت حيرتها بتصرفاتها الغريبة و إستقبالها الفاتر... إستقبلها ( هشام ) في باب المنزل...أرادت أن تحكي له تفاصيل مشوارها لكنه إستأذن في الخروج لإجتماع طاريء إضطر لتأجيله ليكون بجوار والدها... . دلفت إلى غرفة والدها لتسليمه الملف الذي طلبه...وجدته يغط في نوم عميق......إطمأنت على صغارها....إستلقت على فراشها و بجوارها الملف الذي طلبه والدها....بدأت في تصفح أوراقه بعدم إكتراث .....لتفاجأ بما لم تتوقعه على الإطلاق........
(( للمفاجأة بقية ))...!!
--------
الحلقة السابعة:-
تسمرت ( هبة ) في مكانها من هول المفاجأة..... في الملف قسيمة زواج....!!! زواج والدها من..............( رزان )...!!!! متى تزوجها ؟ هل في الأمر دعابة؟ هل في الأمر خدعة ؟؟؟ كان الأمر أشبه بالمزحة الثقيلة... دارت بها الغرفة........و دارت بها الدنيا بما رحبت...أصابها غثيان هائل و رغبة في الموت..... هداها التفكير للإتصال بهشام...رجته للحضور لأمر هام و عاجل و ضروري...لاحظ من نبرة صوتها مدى أهميته فعجٌل بالحضور...لم يتفاجأ بالورقة....و طأطأ رأسه و هو يقول أنه كان يعلم بما يجري.. صرخت بألم ( كنت عارف يا هشام و ما كلمتني..!!.كنت عارف يا هشام و ما نبهتني..!!.كنت عارف يا هشام و ما حذرتني.!!!؟؟؟..).... لم تدري بنفسها....خرجت غاضبة من الغرفة....و هشام يصرخ قائلاً ( ماشة وين يا هبة..؟!!!.دقيقة خليني أشرح ليك..). خرجت (هبة) على غير هدى....حائرة...ضائعة....مذهولة.....هداها تفكيرها لمنزل مها و رزان....تسمرت أمام باب منزلهم و هي زائغة النظرات....فكرت في مقابلة (رزان) و مواجهتها بما وجدت...لكنها إستبعدت الفكرة...لن تدخل منزل من خانوها و باعوا عُشرتها بأبخس الأثمان...إتصلت بالموبايل ب رزان...كان هاتفها مغلقاً...حاولت مرة أخرى..ردت بصوت ناعس... طلبت منها موافاتها في المكتب لأمر ضروري و هام...خرجت رزان على عجل لتفاجأ بهبة أمام عتبة منزلهم...ركبت معها العربة و هي واجفة....لم يتبادلا أي حرف حتى أوقفت (هبة) العربة أمام شارع النيل..و إلتفتت قائلة ( أنا عرفت أي حاجة يا رزان...ما تحاولي تدافعي عن نفسك...بس وريني الحكاية دي حصلت كيف و متين؟ )... أجهشت رزان بالبكاء...و هي تردد..(.أنا آسفة يا هبة...أنا حقيقي آسفة.....عمري ما تخيلت اليحصل ده يحصل..). ( و لا تتأسفي و لا حاجة...كفكفي دموعك دي و أشرحي لي كل حاجة بالتفصيل..) قالتها هبة بحسم و حزم.... بدأت رزان في الكلام....تقطعه شهقاتها و هي تبكي بحرقة..(..والدك يا رزان أنا حبيتو من جوه قلبي..بقى لي الوالد الأنا فقدتو و أنا صغيرة و بقى لي الأخ و الصديق....تم زواجنا في سرية رأفة بحالك و حال المرحومة والدتك..ووعدني بإعلان الزواج في الوقت المناسب...لغاية ما حصلت الحادثة الفظيعة...( نوبة بكاء حادة )
(( للصدمة...بقية ))..!!
-----
الحلقة الثامنة:-
( كملي كلامك كلو من غير بكا و خنيق.....أنا سامعاك ) قالتها هبة بعصبية...
( كنت - زي الحرامية - أتسحٌب كل يوم عشان أكون جنبه في المستشفى......و أتسقط أخباره من هنا و هناك...كنت منتظراهو يرجع من العملية...عشان يفاتحك بالموضوع و أجي أقيف جنبو..أنا كنت مستعدة أخدمه عمري كلو...زواجي منه كان زواح حب..ما زواج مصلحة أو نزوة...أنا بحبه من جوه قلبي....( نوبة بكاء حادة ) ( قُلت ليكي كملى كلامك من غير بكا....) قالتها هبة بصوت أكثر عصبيةً... ( كنت منتظرة رجوعكم بفارغ الصبر..و كلي أمل في عودته سالم معافى...فوجئت بعد عودتكم من رحلة العلاج ..بإنه مصمم يطلقني...بعد عرف إستحالة عودته للمشي عشان ما يظلمني و عشان ما أضيع شبابي معاهو زي ما قال ليا ( هشام ) لمن جاب لي ورقة الطلاق.)..
و ( هشام...كان عارف من الأول؟؟؟ )...قالتها هبة ب حذر...
( أبداً...أبداً....ما سمع بالموضوع ده إلا بعد الطلاق )...
أجهشت رزان ثانية بالبكاء و هي تقول ( صدقيني يا هبة ...هشام بيحبك و عمرو ما حبٌ إنسانة غيرك....أنا كنت منهارة بعد الطلاق...و هو كان ضايع من غيرك...كنا متخبطين و ضايعين...عشان كده حصل الحصل ..) .
جحظت عينا هبة و هي تقول ( حصل الحصل؟؟؟؟؟ قصدك شنو؟؟؟)
ابتلعت (رزان) ما تبقى من ريقها و خرج صوتها متحشرجاً و هي تقول ( هشام إضطر يتزوجنى...لمن عرف إني شايلة طفلو في أحشائي )..!!!
(( للخيانة طعم مر ))..!!!
----
كلمة أخيرة:-
إذا خاننا غريب...نتعلم...
إذا خاننا قريب...نتألم...
إذا خاننا حبيب....نموت...!
فما بالك عندما يخونك أب...زوج...و صديق..!!
( هبة ) الآن على مفترق طرق....تدور في رأسها ملايين الأسئلة......
لماذا تزوج والدها من ( رزان )؟؟
هل كانت والدتها على علم بما يحدث بين والدها و رزان..؟
هل تناقشا تلك الليلة و أدت المناقشة إلى الحادث الفظيع؟
هل تسبب والدها في موت والدتها؟
هل تغفر لوالدها ما فعله في والدتها؟
هل تغفر لهشام.....؟
هل تسببت هي -بإخلاصها لوالدها- في ضياع هشام؟
هل زواجه من ( رزان ) محاولة لتغطية خطيئته معها؟
ماذا عن الطفل الذي يتحرك في أحشاء رزان؟ ماذا عن أطفالها؟ ماذا عن والدها العاجز؟ ماذا .و....ماذا.......و.....ماذا....
ما تزال ( هبة ) في سيارتها...النيل أمامها.....و السواد يحيط بكل ما حولها...!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق