في مملكة بعيدة..و في أزمانٍ سحيقة عاش الملك المبجل سعيداً وسط رعاياه...
كانت المملكة مترامية الاطراف و كان على الملك أن يتفقد أحوال رعاياه بصفة يومية...
يمر على الفقير, الغني, المريض, القوي, السعيد, التعيس,المعتوه, الموتور, المثقف ,المحتج ,المُعارض, المُساند,المُسالم,العدواني,الشرير,الحليم..إلخ إلخ إلخ !!!!!
كانت رحلته اليومية تستغرق و تستنزف الكثير من وقته و ماله ..إضافةً إلى أنها تجهد صحته!
فقد كانت للمملكة الكبيرة مناطق وعرة و دروب شائكة مليئة بالحجارة و الأشواك.
كان مروره بتلك المناطق لا مناص له..
و كان يعود منها -دائماً- عليل النفس..متوٌرم القدمين!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
........................
عاد يومها الملك من رحلته اليومية و قد توٌرمت و تجرٌحت قدماه...
جمع الملك جميع وزرائه و مستشاريه طالباً مناقشة و إيجاد حلول لهذه المُعضلة...
هل يكتفي فقط بزيارة الأماكن الجميلة المزهرة المنبسطة التي تدلل قدميه و يهمل ما عداها؟؟
هل يسعى لتذليل الصعاب التى تكتنف زيارة تلك الأماكن؟؟؟
هل يُوكل ما يُنيب عنه لتفقد أحوال الرعية في تلك المناطق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
................................
إقترح أحدهم ان تُغطى كل أطراف المملكة بالجِلد و القطيفة لتسهيل مشي الملك عليها.....
ألجمت المفاجاة الكل و ران صمت عميق !
حتى نطق الوزير دهشان قائلاً: لكن يا مولاي من الصعب جداً تنفيذ هذا الإقتراح..سيكلفنا ذلك الكثير من الجهد و المال...
ماذا لو كسونا قدميك يا مولاي بالجلد و القطيفة؟؟؟؟!!!!!!!!!!
..........
........
فكان إختراع الحذاء....!!!!!!
..................................
خرج الملك بعدها سعيدأً بحذائه الجديد...
أكمل مهمته اليومية في تفقد أحوال رعاياه بكل سهولةٍ و يسر...
ماهي إلا بضع أيام حتى كسا معظم سكان المملكة أقدامهم بالأحذية الحريرية الجلدية الجميلة...
لم يمنع ذلك أن بعض شذاذ الافق رأوا في لبس الحذاء تضييق للخناق وأن لبس الحذاء يتعارض مع مبادئهم و ما رأوا عليه آبائهم...
بعضهم عارضَ في البداية و ما لبث أن إنضم للابسي الأحذية الجميلة..
و بعضهم ما زالت اقدامهم تدمي و قلوبهم تنزف حقداً و غلاً و حسداً على باقي سكان المملكة الاصحاء..
.و...
....
توتة توتة ....خلصت الحدوتة!!!
.......................
حكمة العدد:
( إختار منها مقاسك و لونك المفضل )
* إذا وجدت نفسك حافياً..في منطقة وعرة و شائكة... سارع بلبس حذائك...!
* إذا كثرت الأشواك من حولك...تأكد أنك ترتدي حذائك..!!
* كلما كان حذائك جيد الخامة...كلما وقاك الكثير..!!!
و أخيراً و ليس آخراً...
* حذائك حصانك...إن صنته صانك..!!
..............
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق