تناقلت وكالات الأنباء خبر تلك المروحية التي حلٌقت فوق غابات الأمازون بين البرازيل و بيرو..
لتلتقط صوراً..إعتُبرت تاريخية... لقبائل بدائية تعيش هناك.
ظهر رجال و نساء القبيلة شبه عراة ...
و قد طليت أجساد الرجال باللون الأحمر..بينما طُليت أجساد النساء باللون الاسود.
تسكن القبيلة في أكواخ بسيطة من سعف الأشجار و يبدو أنها تعتمد في غذائها على النباتات و الحيوانات الداجنة.
قام بالإختباء من الطائرة العجزة و الأطفال..بينما حمل الأقوياء من الرجال و النساء..الأسلحة من سهام وحجارة واتخذوا وضعاً قتالياً.
--
لم أملك إلا أن أحسد تلك القبيلة على أصالتها و تماسكها و قوة بنيانها..
و لا أملك إلا أن أرثي لحالهم..إذا ما سرت في أوصالهم المدنية و الحضارة الزائفة!
---
خطر ببالي عند سماع الخبر...فيلم (( over the hedge ))..
.يحكي الفيلم قصة عدة حيوانات صغيرة..تعيش في الغابة..في كل سعادة و هناء..
تفيق يوماً من سباتها الشتوي لتفاجأ بسور عالٍ يحد جزء من الغابة..
يدعوها الفضول لتسلق و تجاوز الحاجز أو ال hedge ...لتجد نفسها وسط مدينة سكنية جديدة.
تتسلل هذه الحيوانات البريئة إلى هذه المدينة لتغتال براءتها...
تدهسهم السيارات...يقع بعضهم في شراك الصيادين...
تتنافس فيما بينها على الغنائم..تصيب بعضهم التخمة و السمنة ...يدمن صغارهم حياة الترف و يرفضوا الرجوع للغابة..
تتحول حياتهم إلى سلسلة من المآسي و المواجع..فيقرروا العودة لحياتهم البسيطة.
.لكن ..بعد فوات الأوان...
فقد إختلط الحابل بالنابل..و الصالح مع الطالح..
عندما أزال تراكتور ضخم الhedge ...!!!
---
أتخيل نساء هذه القبيلة من الأمازونيات المُحارِبات*...على الرغم من إختلاف الزمان و المكان..!
*فالأمازونيات في الأساطير الإغريقية، عشن في آسيا الصغرى في منطقة تُدعى كابادوسيا..و في روايةٍ أخرى في شبه جزيرة الأناضول بتركيا أو منطقة البحر الأسود.
تعود كلمة أمازون على الأرجح إلى الكلمات الإغريقية التي تعني (( بلا ثدي ))...
فقد كانت الأمازونية تُربى منذ الصغر لتكون مُحارِبة، حيث تخضع لحرق الثدي الأيسر منذ صغرها، لتسهيل إستخدام القوس، باعتباره السلاح الرئيسي في مجتمع الأمازونيات، الى جانب الليبريس (librys)، وهو فأس مزدوج الرأس، إضافة الى درع على شكل هلال.
وقد قيل أن الأمازونيات قد استطعن ترويض الأحصنة وركوبها...مما أعطاهن القدرة للمضيّ في المعركة وخوض حروب اكثر شراسةً و ضراوةً للدفاع عن أراضيهن.
---
أتخيل القبيلة بعد دخول..
المؤسسية و الديمقراطية و الليبرالية و الفروقات الجندرية..
الطائفية و القبلية و الجهوية و التطهيرات العرقية..
الهوس الديني و التزمت و التعنت...
التفاوت الطبقي و المهني و التعليمي و الأكاديمي..
أمراض العصر من ضغط و سكري و بدانة و نحافة أنروكسية..
القلق و التوتر و الإكتئاب و الفصام النفسي..
التفكك الإسري و الإنسلاخ الإجتماعي و الإنفلات و العقوق....
المؤسسية و الديمقراطية و الليبرالية و الفروقات الجندرية..
الطائفية و القبلية و الجهوية و التطهيرات العرقية..
الهوس الديني و التزمت و التعنت...
التفاوت الطبقي و المهني و التعليمي و الأكاديمي..
أمراض العصر من ضغط و سكري و بدانة و نحافة أنروكسية..
القلق و التوتر و الإكتئاب و الفصام النفسي..
التفكك الإسري و الإنسلاخ الإجتماعي و الإنفلات و العقوق....
إلخ
إلخ
إلخ...!!!
---
أتخيل كل ذلك..
و..
أرثي لحالهم/ن...!!
___